لم تتجاهل باكستان انتقاد الإمارات لقرار برلمانها بالتزام الحياد تجاه الأزمة
اليمنية وعدم التورط فيها، حيث رد وزير الداخلية الباكستاني بحدة غير معتادة على انتقاد
الإمارات، ما يشكل سابقة بين البلدين.
ردت إسلام آباد على إدانة الإمارات
لقرار البرلمان الباكستاني التزام الحياد في النزاع الدائر في اليمن، في خلاف نادر
بين الدولتين الحليفتين. فقد رد وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان أمس الأحد
(12 أبريل) ببيان اتسم بلهجة قوية غير معتادة، متهما الإمارات بـ "توجيه تهديدات"
لبلاده. وقال "هذا ليس فقط أمر مثير للسخرية، ولكنها كذلك لحظة للتفكير بأن وزيرا
إماراتيا يوجه التهديدات إلى باكستان.
إن تصريح الوزير الإماراتي هو انتهاك فاضح لكل الأعراف الدبلوماسية السائدة
طبقا لمبادئ العلاقات الدولية". وقال إن "باكستان بلد فخر وعزة ويكن مشاعر
أخوية لشعب الإمارات والسعودية، ولكن هذا التصريح من وزير إماراتي هو بمثابة إساءة
لعزة نفس باكستان وشعبها وهو أمر غير مقبول".
وصادق البرلمان الباكستاني الجمعة الماضي بالإجماع على قرار يدعم التزام إسلام
آباد بحماية الأراضي السعودية من المتمردين الحوثيين، إلا أنه رفض طلب السعودية إرسال
جنود وسفن وطائرات للمشاركة في القتال في اليمن.
كان وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش انتقد مواقف البرلمان
الباكستاني، السبت، ووصفها في تغريدة على تويتر بأنها "متناقضة وملتبسة"،
متهما إسلام آباد بالوقوف إلى جانب إيران التي تتهمها دول خليجية بدعم الحوثيين.
وأضاف أن "باكستان مطالبة بموقف واضح لصالح علاقاتها الإستراتيجية مع دول
الخليج العربي"، موضحا أن مواقف باكستان "تكلفتها عالية".
وكانت باكستان أول بلد يعترف بالإمارات في العام 1971 ويرتبط البلدان المسلمان
بعلاقات اقتصادية وثيقة.
والإمارات مستثمر كبير في باكستان كما أن نحو 1,4 مليون باكستاني يعملون في
دول الخليج ويرسلون حوالات إلى بلادهم تعد رافدا حيويا لاقتصاد البلاد.
جدير بالذكر أنه بدأ تحالف عربي تقوده السعودية في 26 مارس عملية عسكرية ضد
المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء وهددوا الرئيس عبد ربه منصور هادي اللاجئ
في السعودية حاليا.
ووجدت باكستان نفسها في موقف مربك حيال اليمن. فهي تقيم علاقات عسكرية ودينية
عميقة مع السعودية واستفادت من مساعدات كبيرة من المملكة. لكنها تحفظت على إقحام نفسها
في النزاع الذي يمكن أن ينعكس على النزاع المذهبي على أراضيها حيث تستهدف أعمال عنف
باستمرار الأقلية الشيعية في السنوات الأخيرة.