العلاقات الهندية الأميركية تجتاز مرحلة «احتفال المحبة»

يبدو غريباً أن الأمور لم تسر دوماً على خير ما يرام بين الولايات المتحدة والهند، التي تعتبر أكبر بلد ديمقراطي في العالم. فعلى مدى عقود بعد نيل استقلالها من بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، سارت الهند في سياسة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي تنظر بريبة إلى الولايات المتحدة وروسيا. وكانت العلاقات الهندية الأميركية متقلبة على مدى السنين، لكن البلدين لم يسبق لهما أن تقربا من بعضهما بعضاً.

اليوم تبددت الأسباب التي تدعو الهند للبقاء بعيدة عن أميركا إلى حد كبير، وتنمو المصالح المشتركة لتوثيق العلاقات أكثر من أي وقت مضى.

بالتالي عندما تحدث رئيس وزراء الهند نارندرا مودي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن في 7 يونيو الحالي، وأمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي في 8 يونيو، بادر أحد المراقبين إلى تسمية المناسبة بأنها ليست أقل من «احتفال محبة» متبادل.

قام مودي بخطب ود أميركا، وبدا القادة الأميركيون مسرورين بما سمعوه.

وقد اجتاح مودي السلطة في عام 2014، بناءً على حملة انتخابية وعد فيها بإجراء إصلاحات سياسية وتحديث اقتصادي. ويدرك أنه بحاجة إلى الاستثمارات والتكنولوجيا الأميركية في سبيل الحفاظ على الاقتصاد الهندي سريع النمو قوياً. وهو ينظر أيضاً إلى منافس اقتصادي هائل متمثل بالصين إلى الشرق وإلى الإرهاب في أفغانستان إلى الغرب. وقال مودي لمجلة «تايم» العام الماضي: «إننا حليفان طبيعيان». فما يمكن أن تقوم به الهند لصالح أميركا أو أميركا لصالح الهند يشكل هدفاً محدوداً للغاية بالنسبة للعلاقات، مضيفاً: «اعتقد أن الطريقة التي يجب أن ننظر بها إلى الأمر هو ما يمكن أن تفعله الهند وأميركا للعالم».

وترى الولايات المتحدة في الهند شريكاً تجارياً صاعداً، وحليفاً في محاربة الإرهاب، وطرفاً موازناً للنفوذ الصيني في آسيا. ومع امتلاء خريطة العالم بالنقاط الساخنة والأزمات، تشكل علاقات أوثق لهذين «الحليفين الطبيعيين» أخباراً طيبة مرحباً بها.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة