باكستان تكتوي بنار «داعش».. والحكومة تنفي

تشهد باكستان موجة إرهاب هي الأعنف في تاريخها، والأشرس في العام الحالي، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي تبنيه العديد منها، التي ضربت أسواقًا ومزارات صوفية ومناطق حدودية.

الموجة الأخيرة تزامنت مع نزوح المئات من عناصر التنظيم تجاه وسط آسيا، تمهيدًا لنقل حواضنه الجديدة وقياداته، مستغلًا التواجد الشيعي والأغلبية الصوفية في أنحاء الجمهورية الباكستانية.

أخر تلك الهجمات، كانت أمس الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص وجرح 15 آخرين في سلسلة تفجيرات وقعت في بلدة «تشارسادا» شمال غربي باكستان، وذلك بعد أيام من تفجير «مزار صوفي لال شهباز قلندر»، في إقليم «السند» جنوبي باكستان، قُتل فيه أكثر من 72 شخصًا وأصيب نحو 250 بجروح، وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.

الصوفية الصيد الثمين 

تنظيم داعش جعل من الصوفية أينما كان تواجده صيدًا لعناصره زاعمًا كفرهم، هم وأتباع المذهب الشيعي، وتعد «باكستان» من الدول ذات الأغلبية في كلا المذهبيين.

الحرب بين الصوفية وحركة «طالبان»، التي أعلنت مجموعات منها موالاة تنظيم داعش الإرهابي في 2014، قديمة، فكانت الحركة تتخذ من الصوفية عدوًا من الناحية السياسية لدعمها لحكومات إسلام أباد، وكافرًا من الناحية الدينية.

كذلك الشيعة، يمثلون ركنًا أساسيًا في الدولة الباكستانية، ويمتلكون جناحًا مسلحًا «زينبيون» - يقاتل الآن في سوريا داعمًا للرئيس بشار الأسد، إلا أن لهم جماعات أخرى، قد تتولى هي الدفاع عن المزارات التي بدأ داعش في تفجيرها.

المواجهة الأمنية 

نشرت وكالات دولية أن السلطات الباكستانية أعلنت حالة الاستنفار القصوى، بعد حادث «مزار السند»، ووزعت القوات على المؤسسات الحيوية في مدينتي إسلام أباد وراولبندي، لإيقاف مهاجمين انتحاريين من تنفيذ عمليات إرهابية في أي من المدينتين.

وأعلنت السلطات الأمنية أنها قامت بعملية تطهير واسعة النطاق في كافة أنحاء باكستان، حيث قتلت قوات حرس الحدود 18 إرهابيًا في مناطق متفرقة من مدينة «كراتشي»، واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في منطقة «منغورة»، كما قتلت سبعة آخرين في «بيشاور».

وأصدر الإعلام العسكري بيانًا تداولته مواقع دولية اليوم الثلاثاء، جاء فيه أن القيادة العامة للجيش استدعت السفير الأفغاني وقدمت له قائمة باسم 76 إرهابيًا، إضافة إلى شن هجمات عسكرية على الحدود الأفغانستانية ضد حركة «طالبان».

طالبان وداعش 

في تاريخ 4 أكتوبر 2014، أعلنت حركة طالبان الباكستانية ولاءها لتنظيم داعش، وأمرت المتشددين في أنحاء المنطقة بمساعدة التنظيم في حملته لإقامة خلافة إسلامية.

ورصدت وقتها الأجهزة الأمنية تحركات لداعش في مدينة «بيشاور»، إضافة إلى عشرات الخلايا النائمة، على اتصال بخلايا في إقليم «كشمير» بالهند.

ورغم تداول أخبار تفيد أن طالبان تنصلت من داعش، إلا أن المؤكد أن التنظيم الإرهابي توسع على حساب الحركة في أفغانستان وباكستان، وعناصره هم أعضاء سابقون في طالبان والقاعدة.

مناطق التواجد 

في بيان لمرصد الأزهر، قال إن تنظيم داعش ينشط بشكل واضح وملحوظ في منطقة «كُرم ايجنسي» بباكستان، وهي منطقة قبلية تقع على الحدود الباكستانية الأفغانية، تُعد أكبر منطقة قبلية ذات كثافة شيعية، وكانت هذه المنطقة مسرحًا لمعارك الجيش الباكستاني ومسلحي طالبان قبل سنوات.

وأضاف المرصد أن «إيران تتولّى تمويل شيعة باكستان من أجل تجنيدهم لقتال داعش في الداخل والخارج».

وتنفي الحكومة الباكستانية وجود «داعش» على أراضي البلاد، رغم ما يتردد من أن «داعش» ينشط في باكستان تحت زعامة زبير الكويتي العضو المنشق عن حركة طالبان باكستان، والذي كون جماعة باسم «جند الله» وأعلن مبايعته لتنظيم داعش، وأعلن «داعش» بأنه أمير جماعته في باكستان.

المصدر: صوت الأمة

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة