الشيخ محمد حافظ سعيد |
بدأت باكستان، الأربعاء، بحملة مشددة ضد "قائمة
إرهابيين" مرتبطين بشبكتي حقاني وطالبان،وسط ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة،
بعد أن هددت إدارة ترمب بوضع باكستان على قائمة الدول المراقبة لدعمها للإرهاب.
ومن ضمن الخطوات التي اتخذتها باكستان تجميد ومصادرة
أصول "حافظ سعيد" الذي أطلقت سراحه السلطات الباكستانية في نوفمبر الماضي
وهو مؤسس جماعة "أشكر الطيبة" والتي تتهمها الهند والولايات المتحدة بالضلوع
في هجمات بومباي عام 2008، التي قتلت 166 شخص.
ويعرف عن سعيد أنه يدعم علناً الجماعات المسلحة التي
تقاتل الحكم الهندي في كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان حيث يطالب بها كلتا
البلدين، ويؤيد الكثير من سكان كشمير التي تسيطر عليها الهند الانضمام إلى باكستان،
كما ازداد العنف في كشمير في السنوات الأخيرة.
وجاء هذا التحرك بعد يوم واحد من موافقة الحكومة
الباكستانية على قوانين جديدة في محاولة لتشديد الخناق على المنظمات المتطرفة والمتشددين
الخارجين عن القانون والاستيلاء على أصولهم المالية، حيث عدّلت باكستان قانون مكافحة
الإرهاب في البلاد للسماح للسلطات بالتصرف ضد الجمعيات الخيرية أو الجماعات أو الأفراد
الذين يحظرهم مجلس الأمن الدولي.
وبحسب وكالات أنباء باكستانية فان السلطات استولت
على مرافق صحية ومدارس وسيارات إسعاف من جمعيتين خيريتين تابعتين لـ"حافظ سعيد"
وأعيد تسميتها بدلاً من إغلاقها نهائياً.
وكان يحيى مجاهد المتحدث باسم سعيد ومؤسسته الخيرية
قد رد بغضب على قرارات الحكومة الباكستانية ناكراً أي صلات للجمعيات الخيرية بهجوم
"بومباي" أو سواه، مدعيّاً أنها خطوة لاسترضاء الولايات المتحدة وإدارة ترمب
المزاجية تحديداً.
وتنتقد إدارة ترمب تراخي باكستان مع الإرهابيين منذ
بداية عهدها حيث قدمت الإدارة لباكستان "قائمة مطلوبين" جديدة وهي بمثابة
فرصة أخيرة قبل اتهام الحكومة الباكستانية رسمياً بتسهيل عمل الإرهابيين وتضم القائمة
ما يقرب اثني عشر من كبار المسلحين وقادة التنظيمات المتطرفة، وقالت واشنطن أنها لن
تساعد الحكومة الباكستانية على القبض عليهم لاختبار جدية النوايا الباكستانية وكانت
الولايات المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي عن حجب 2 مليار دولار من المساعدات الأمنية
لباكستان.
ويقول مسئولون باكستانيون أن البلاد متعاونة إلى
أبعد الحدود في مجال مكافحة الإرهاب حيث سلمت أكثر من عشرين مسلح من شبكة حقاني وحركة
طالبان كانوا مدرجين في قوائم الإرهاب إلى أفغانستان، إلا أنهم يستبعدون أن تكون الأهداف
الجديدة التي حددتها واشنطن داخل الأراضي الباكستانية كما يعترض مسئولين باكستانيين
على عدم موافقة واشنطن على مشاركة أي معلومات حول المطلوبين مع الحكومة الباكستانية
وكأن واشنطن تقترح طلب تعجيزي.
وبحسب موقع "شيفر" الذي قابل مسئول باكستاني
رفيع المستوى فإن باكستان لم تترك باب مغلق في وجه أميركا في مجال مكافحة الإرهاب على
أراضيها حيث تقوم الطائرات الأميركية بطلعاتها الجوية، وتفجر من تشاء وقت تشاء في باكستان
ورغم ذلك إدارة ترامب غير راضية.
كما اشتكى المسئول الباكستاني من المعاملة السيئة
من إدارة ترمب مع الدبلوماسيين والأمنيين الباكستانيين حيث تفتح باكستان كل أوراقها
أمام المسئولين الأميركيين بينما ترفض إدارة ترمب استضافة ساسة من باكستان منذ وصولها
للحكم في واشنطن.
بينما قال مسئول أميركي "لا نستطيع التحقق من
الادعاءات الباكستانية بأنهم سلموا مقاتلي طالبان أو حقاني إلى السجن الأفغاني"،
مضيفاً بأن باكستان "قامت فى بعض الأحيان باعتقال لاجئين أفغان مدنيين لأجل ترحيلهم
وادعت أنهم إرهابيين مطلوبين من طالبان أو حقاني".
وأضاف المسئول الأميركي "نحن واثقون من أن باكستان
تعرف مواقع كبار مقاتلي طالبان وحقاني على أراضيها ويمكنها اتخاذ إجراء ضدهم إذا اختارت
القيام بذلك".