الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني والجاسوس الهندي.. لماذا يُقلق الغرب؟!

كولبهوشان جادهاف الجاسوس الهندي الذي اعتقلته باكستان
        [بعد فشل التوصل إلى إجابات مسئولة عن كشف باكستان الجاسوس الهندي، المكلف من جهاز البحث والتحليل كولبهوشان جادهاف، فإن الهند قد أطلقت حملة دعائية مستخدمة روابط مع بعض الشعوب الأوروبية لتلقي بالشكوك على تدخلها في باكستان لدعم الإرهاب وتفشيل الممر الباكستاني الصيني الاقتصادي (CPEC), وأيضًا فإن الهند تستخدم بعض منافذ الوسائط الإعلامية الغربية التي تورد تقاريرها بدون أي تقصي للحقائق أو تحليل الدليل المقدم بواسطة باكستان.

كما أن بعض القصص في جرائد المملكة المتحدة، غريبة كما هو الأمر نفسه في بعض الجرائد الهندية, فقد صدقت على العديد من الحقائق التي طرحتها الحكومة الباكستانية. الدبلوماسي الألماني و العالم الدكتور جونتر مولاك, عندما كان يتحدث في معهد باكستان للشئون الدولية حول موضوع "كارثة في الشرق الأوسط - من منظور الماني", فقد ورد أنه قال "كن على بينة من أن الصينيين لن يجلبوا لك الجنة على الأرض" وأضاف "أن الجاسوس الهندي الذي تم اعتقاله في بلوشستان مؤخرًا تم القبض عليه فعلًا بواسطة طالبان وتم بيعه للمخابرات الباكستانية". 

إن الحقد الذي يكنه الدبلوماسي الألماني تجاه الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني لم يكن مفهومًا. لم يكن له أي مصلحة في أي عمل أو نشاط تجاري في الأراضي الباكستانية أو التعاون الصيني مع باكستان، وكان يتحدث بكلمات هندية. كان يساعد الهند وهي الصديق المقرب لبلده, بإلقاء الشكوك على واحدة من أكبر الانقلابات الإستخباراتية في تاريخ المنطقة. وإنه بسبب الدبلوماسية الهندية فلم تقتنع بعض العواصم العالمية القوية بوجهة نظر إسلام أباد في تلك القضايا الحاسمة. وليس ذلك فحسب، بل إن العديد من العواصم الغربية لها وجهات نظر سلبية، تجاه موقف باكستان في قضايا بسيطة، والعديد من المظالم الحقيقية. كما أن غضب الدبلوماسيين الغربيين بخصوص الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني هو مثال تقليدي لذلك".

وهذه مقتطفات من حديث الدكتور جونتار مولاكس بالمعهد الباكستاني للشئون الدولية بإسلام أباد" إن الكوارث الحالية المحدقة بالشرق الأوسط هي إلى حد كبير بسبب فشل الصفوة العرب، وفشل ناتج من البلدان العربية, كما هو الحال في الواقع بأن الغرب لم يكن عنده مشكلة في التعامل مع تلك الأنظمة المستبدة، وإن فشل القادة العرب أدى الى الكوارث المتسمة بالفقر والأمية في (تلك) البلدان".

إن الضغط السكاني قد أدى الى توتر قدرة العديد من البلدان، فنحن (الغرب) علينا أن نقر بأن التعامل مع الأنظمة الديكتاتورية كان بمثابة الحل الأيسر. فنحن لم نتحدث أبدًا عن حقوق الإنسان. فنحن كنا (معنيين أكثر) بتصدير بضائعنا، إن الغزو العراقي في عام 2003 كان عملًا إجراميًا, غبيًا جدًا. إن جماعة الولاية الإسلامية المسلحة تكونت في سجون الولايات المتحدة بالعراق حوالي عام 2006. هذا ما لم تكن أنظمة المملكة العربية السعودية والخليج قد قامت بتغيير أنفسها خلال الخمس أعوام التالية, كما إنهم قد لا يكونوا بالجوار فورًا عقب ذلك. فلتكن على بينة من أن الصين لن تأتي لك بالجنة على الأرض (الممر الصيني الباكستاني الاقتصادي)، إن الجاسوس الهندي الذي تم اعتقاله في بلوشستان كان قد أعتقل بالفعل بواسطة طالبان وتم بيعه الى المخابرات الباكستانية".

كانت خطبة الدكتور جونتار مولاكس في إسلام أباد حول الشرق الأوسط وعليه فإنه أخذ مضيفيه والحاضرين الى إسلام أباد عن طريق المفاجأة بأن أنهى جولة حديثة بالتشهير السلبي لممر الصين وباكستان الاقتصادي cpec. والجاسوس الهندي المقتنص بواسطة باكستان.

لم يعلم الكثير من الناس بأنه قد قال نفس الشيء لقناة تليفزيون هندية، هي قناة (NDTV). كما أن ألفاظه قد تعادلت مع أرضية إكتساب إدراك تلبس الهند بالجريمة والتي تقوم الأن بتعيين الأشخاص لتشوية حلقة الجاسوس بأكملها.

مهمة مستحيلة أن تعتبر حقيقة أن باكستان قد عرضت دليلًا وثائقيًا أن وزارة الشئون الخارجية الهندية قد أقرت أن الجاسوس هو ضابط سابق بالبحرية الهندية, وأنه قد اعترف بنفسه بهويته، التابعة لجناح البحث والتحليل والإشراف على نشاطات في باكستان. 

ربما لم يحدث كل ذلك للدكتور مولاك الذي كان ينبغي أن يعلم أفضل لكونه السفير الألماني بباكستان للفترة من 2005 حتى 2008. إن المحاولة الهندية لتعكير المياه بين باكستان وإيران مستخدمة حلقة الجاسوس هي ليست مفاجأة لأن هذا هو ما تفعله الهند. إن المفاجأة هي أن دكتور مولاك يعتقد أن طالبان أسرت الجاسوس الهندي في إيران وباعته الى باكستان، إنه ادعاءٌ منافٍ للعقل، مرهقٌ للإيمان به ويدل على أن مرحلة الشيخوخة لم تكن بصف الدكتور مولاك.

هذا و قد علق الدكتور مولاك على الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني بأنه كان ساذجًا وكان عيله أن يقوم بهذا بسبب إنهم سيكونون بمثابة الموسيقى للآذان بالنسبة لكل من هؤلاء المعارضين للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، إن الهنود ليسوا بالوحيدين ولكنهم في الصدارة بالتأكيد. 

أوضح هذا قائد الجيش الباكستاني في حديثة الجاري بميناء جوادار الذي يعد جزءًا من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. إن الممر هو واقع لا يمكن إقصاءه. إن مثل تلك العبارة الشائعة المبتذلة بأن العسكرية الباكستانية تعارض أي تقدم للعلاقة الهندية-الباكستانية هي ببساطة في منتهى الغباء لأن يتم الرد عليها. لماذا على العسكرية الباكستانية أن تعارض ما قد يكون في صالح البلد.

هناك شائعات للمخابرات الألمانية تنشط في أفغانستان وبلوتشستان- ربما هي تكون الطليعة والمقدمة لآخرين. مؤخرًا هناك شخص باسم يبدو باكستاني قام بعمل مقابلة مع وسائط الإعلام الألمانية- "دويتش ويلي"- جاعلًا كل التأكيدات التي لا أساس لها عن الجماعات المسلحة في باكستان وعلاقتها بالجيش الباكستاني. 

إن الجيش الباكستاني الحقيقي يحارب الجماعات المتشددة المسلحة كما أن نطاق مخابراتهم وعملياتهم العسكرية هي ببساطة كالتقاط الأنفاس- كما إنه ليس بصدد دعم أي محاكم تابعة للجماعات المتشددة أو أي نشاطات أخرى متعلقة بها.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer