على مدى العقود الخمسة الماضية، نشطت الباكستانية نرجس لطيف بشكل كبير في مجال إعادة تدوير القمامة في باكستان، بهدف الحد من التلوث الناتج عن حرقها، ومن أبرز وأعظم إنجازاتها هو تطوير تقنية جديدة لبناء مساكن رخيصة للفقراء في كراتشي، باستخدام كتل من النفايات الجافة.
بدأت قصة نرجس لطيف الملهمة في الستينيات، حيث كانت تحرق القمامة خارج منزلها، وناضلت جاهدة لتتمكن في الأخير من نقل موقع الحرق إلى مكان بعيد، لكن ذلك لم يكن هدفها الحقيقي، بل فكرت في استغلال تلك القمامة لخدمة الأهالي بدلاً من مجرد رميها أو حرقها.
تأمين الأموال اللازمة لتمويل مشروعها الخيري كان تحدياً كبيراً، إذ أكدت نرجس خلال مقابلة لها مع قناة «سي إن إن» أنها اضطرت للتسول، والاقتراض وحتى السرقة. وقالت: «لقد اقترضت من الممولين مقابل فوائد عالية، ولكن نتائج مشروعي كانت رائعة، ونجحت في تحويل النفايات إلى أنواع عدة من المواد المفيدة مثل المنازل والأثاث والمراحيض البيئية».
رغم تشجيعها المستمر لإعادة التدوير وإنجازاتها المثيرة للإعجاب، لا يزال أمام نرجس لطيف، التي تبلغ من العمر اليوم 60 عاماً، مشوار طويل من أجل تغيير نظرة الباكستانيين تجاه أهمية إعادة تدوير النفايات، ولكن على الرغم من كل هذه الصراعات، ترفض نرجس التخلي عن مشروعها وهدفها، الذي تعتبره غاية تستحق تكريس حياتها كلها لأجلها.