إسلام آباد- الأناضول- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن علاقات بلاده المميزة مع باكستان تتجاوز كونها علاقات دبلوماسية بين بلدين.
جاء ذلك في كلمة ألقها أردوغان، الخميس، أمام البرلمان الباكستاني في العاصمة إسلام آباد. وأضاف أردوغان: «نحن بلدان شقيقان بالمعنى الحقيقي، وروابط الأخوة بين شعبينا قوية جدًا إلى درجة أننا نفرح لفرح إخوتنا الباكستانيين ونحزن لأحزانهم».
ولفت الرئيس التركي إلى تشكيل باكستان أنموذجًا هامًا للعالم الإسلامي من خلال الحفاظ على قيمها، ونجاحها ديمقراطيًا. وتابع أردوغان: «لم ننسَ يومًا ولن ننسى الدعم الذي قدمه لنا إخوتنا الباكستانيون بقدومهم رغم كل الظروف الصعبة لمساندتنا إبان حرب جناق قلعة (الدردنيل ضد قوات التحالف)».
كما أستذكر أن باكستان كانت من أكبر الداعمين لتركيا خلال تعرض الأخيرة لزلزال مدمر عام 1999 راح ضحيته الآلاف. وقال: «أريد أن أوضح أن باكستان بحكومتها وشعبها وبرلمانها كانت أول دولة تقف إلى جانبنا عقب محاولة الانقلاب الإرهابية في 15 يوليو». وأضاف: «أود أن أعرب عن شكري لكم باسمي وباسم شعبي».
وأكد أن: «باكستان بموقفها وقفت إلى جانب الشعب التركي في حرب استقلاله الثانية ضد محاولة الانقلاب التي نفذتها منظمة فتح الله غولن الإرهابية يوم 15 يوليو».
ووصل الرئيس التركي إسلام آباد، الأربعاء، حيث التقى نظيره ممنون حسين في زيارة تمتد ليومين.
وقد أجرى أردوغان أمس مباحثات في إسلام آباد مع رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف.
إلى ذلك أكدت تركيا وباكستان في بيان مشترك، عزم البلدين على تحويل التعاون الثنائي إلى شراكة استراتيجية قوية.
ودعا البيان المشترك الصادر عن البلدين، الخميس، إلى تحويل التعاون الثنائي إلى شراكة استراتيجية قوية.
ولفت البيان الذي يحمل عنوان «توجيه مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وباكستان» إلى «تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يجري زيارة رسمية إلى باكستان، مع نظيره الباكستاني ممنون حسين، إلى جميع جوانب العلاقات الثنائية، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الهامة.
وأكد البيان توصل البلدين إلى تفاهم بخصوص تطوير إطار مستقبلي، شامل وطويل الأجل، مرتبط بالتعاون في مجال الدفاع بين البلدين. ودعا المجتمع الدولي إلى مكافحة الإسلاموفوبيا، والتمييز الديني، والنهج ذي الحكم المسبق تجاه المسلمين.
وجدد البيان التأكيد على حاجة مجلس الأمن الدولي إلى زيادة قوة التمثيل، والديمقراطية والشفافية والمساءلة، في إطار أوسع توافق ممكن. وفيما يتعلق باللاجئين، دعا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته بشأن تقديم الدعم والمساعدات إلى الدول المستضيفة للاجئين. من جانب آخر قال رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، إن صمود الشعب التركي أمام محاولة الانقلاب الفاشلة (التي تعرضت لها تركيا منتصف يوليو الماضي)، أثار إعجابهم الشديد.
كلمة شريف جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، في العاصمة إسلام آباد.
وأضاف شريف: «الشعب الباكستاني شعر بالأسف لما تعرضت له تركيا في الخامس عشر من يوليو، والحزم الذي أبداه الشعب التركي أمام صد هذه المحاولة الانقلابية أثار إعجابًا شديدًا في نفوسنا». وجدد تضامن باكستان مع المؤسسات التركية التي جاءت عبر انتخابات ديمقراطية. وأكد أن الإرادة القوية التي أبداها الشعب التركي يجب أن تؤخذ كنموذج بالنسبة للدول الأخرى. وأردف قائلاً: «نؤمن أن الجمهورية التركية بقيادة أردوغان بشخصيته الكاريزمية، ستواصل سيرها نحو مستقبل مزدهر».
بموازاة ذلك دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى حل الخلاف القائم بين باكستان والهند حول إقليم كشمير، عن طريق الحوار واستناداً إلى قرارات الأمم المتحدة الصادرة في هذا الخصوص.
وجاءت تصريحات أردوغان هذه في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في العاصمة إسلام آباد.