ترامب: شعب باكستان ذكي ورئيس وزرائها رائع

أشاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، بالأخير وبباكستان وشعبها، في موقف يتعارض جذرياً مع مواقفه السابقة حول هذا البلد، إذ كتب على «تويتر» في 17 يناير 2012: «باكستان ليست صديقتنا. قدمنا لها بلايين الدولارات وحصلنا في المقابل على خيانة وعدم احترام وأسوأ من ذلك، لذا يجب اعتماد الحزم معها».

وأكد مكتب ترامب المكالمة الهاتفية، لكن بيانه اكتفى بذكر أن الرجلين «أجريا محادثة مثمرة حول طريقة ضمان علاقة قوية في المستقبل بين الولايات المتحدة وباكستان» التي تعتمد إلى حد كبير على المساعدة الأميركية، وستتلقى نحو بليون دولار من المساعدة الاقتصادية والعسكرية للسنة المالية 2017.

ووفق تصريحات أوردتها الحكومة الباكستانية، قال ترامب لشريف الذي أجرى المكالمة لتهنئته بالفوز: «أنت شخص رائع، وتنفذ عملاً استثنائياً تظهر نتائجه في كل مكان. حين أتحدث معك، تترك لدي انطباعاً بأنني أعرفك منذ فترة طويلة، وأنا متشوق للقائك قريباً». وأضاف: «لديك سمعة جيدة جداً»، رغم مواجهة شريف ملاحقات في قضايا فساد، في حين وصف باكستان بأنها «رائعة تقدم فرصاً هائلة، وشعبها بين الشعوب الأكثر ذكاء». ودعا شريف الرئيس الأميركي المنتخب إلى زيارة باكستان، فرد الأخير: «أرغب كثيراً في المجيء إلى بلد رائع ومكان رائع يقيم فيه أشخاص رائعون». وإذا تحققت الزيارة، سيُصبح ترامب أول رئيس أمريكي يزور باكستان منذ جورج بوش خلال حقبة حكم الديكتاتورية العسكرية بقيادة برويز مشرف في 2006.

وعرض ترامب أيضاً المساعدة في حل مشاكل باكستان التي تواجه خصوصاً أعمال عنف يرتكبها متطرفون. وقال: «أرغب في لعب أي دور تريدونه مني لمواجهة المشكلات العالقة وحلها». وأثار مضمون نص المحادثة مفاجأة لدى الصحافة الباكستانية ووسائل التواصل الاجتماعي التي ذكّر بعضها بخطاب ترامب المعادي للإسلام قبل انتخابه رئيساً وتصريحاته السابقة التي انتقدت باكستان بشدة، وكذلك بتقاربه مع الهند التي كان التقى ترامب رئيس وزرائها ناريندرا مودي الشهر الماضي، في وقت حاول استمالة الناخبين الأمريكيين من أصول هندية خلال حملته الانتخابية، ثم اجتمع مع رجال أعمال هنود بعد انتخابه. وتساءل الصحفي الباكستاني عمر قريشي ساخراً: «هل تعلم سيد ترامب أن غالبية الباكستانيين مسلمون. وبالتالي كيف يمكن أن يكونوا عباقرة وأشخاصًا استثنائيين، ألن تمنعهم من دخول الولايات المتحدة»؟

وكتب مايكل كوغلمان، الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون في واشنطن، على «تويتر»: «لا أزال أحاول أن أفهم هذه المكالمة الغريبة بين ترامب وشريف. من كان يظن أن ترامب سيصبح مروجاً إيجابيًا لباكستان». لكن الخبير حذر من أنه لا يجب تعليق أهمية كبيرة على أقوال ترامب «لأن مواقفه مرتجلة».

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة