قالت الدكتورة ماريا سلطان، المستشار العسكرى للحكومة الباكستانية، والمشاركة فى منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، إن الشباب يمثلون أغلبية المجتمعين المصرى والباكستانى، ويشكلون ثروة قومية هائلة ستدفع البلدين إلى آفاق المستقبل، وأشادت بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى ورعايته لمنتدى شباب العالم من أجل الحوار والتعايش ونشر ثقافة السلام.
تشاركون فى منتدى شباب العالم، فكيف تقيمون هذه التجربة؟
- الحوار مع الشباب ضرورى لنشر ثقافة السلام ومبادئ التعايش وقيم الديمقراطية والحوار البناء، وهذه المبادرة المصرية التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى تعد مبادرة رائدة عالمياً، لأنها تنتقل بتجربة محلية إلى العالمية، وتجمع شباباً من معظم دول العالم فى «مدينة السلام» شرم الشيخ من أجل الحوار والتعارف وتبادل الآراء والخبرات الناجحة، ونحن كخبراء سنستفيد من هذا الحوار العالمى وسنقدم لهم رؤيتنا وخبرتنا للاستفادة بها.
كيف يُسهم مشروع «حزام واحد.. طريق واحد»، فى تعزيز العلاقات بين مصر وباكستان؟
- هذا المشروع سيعيد العلاقات بين البلدين إلى عصرها الذهبى، خاصة الفترة التى شهدت تقارباً قوياً بيننا فى السبعينات عندما وقفت باكستان إلى جانب مصر ضد إسرائيل، ونحن مستعدون دائماً لتقديم أرواحنا لتبقى دول مهمة مثل مصر والسعودية قوية فى هذه المنطقة والدفاع عنها ضد أى عدوان، والمشروع يضم 4 محاور يمكن لمصر الاستفادة منها، الأول السياحة ولا أحد يمكن أن يستفيد فى العالم من الجانب السياحى مثل المصريين، فلا شك أن وجود ممر تجارى دولى يعنى وجود بشر بنفس الممر، ما سيسهم فى إنعاش السياحة المصرية، والأمر الثانى فى المشروع يتعلق بالموارد البشرية، وأنتم فى مصر لديكم ملايين من السكان المتعلمين تعليماً جيداً، وهو ما يمثل إضافة كبيرة للموارد البشرية فى الشرق الأوسط، وكذلك الحال فى باكستان، والعنصر الثالث هو الشباب، فمصر مجتمع شاب وأغلبية الشعب فى مصر وباكستان شباب، وهذه من الجوانب المهمة جداً فى التشابه بين المجتمعين المصرى والباكستانى ويمثل أهم ثروة قومية لدى البلدين، والأمر الآخر، وليس الأخير، قطاع النقل البحرى والتجارة عبر السفن، حيث إن مصر لديها تاريخ طويل فى هذا الصدد عبر البحرين المتوسط والأحمر، إضافة إلى نهر النيل، وقناة السويس ومنطقتها الاقتصادية ستكون محطة أساسية فى طريق التجارة بين الموانى العالمية المؤثرة.
ما أبرز المعوقات أمام تحقيق مبادرة «حزام واحد.. طريق واحد»؟
- هناك منافسة اقتصادية قوية عالمياً، ودولة مثل الهند ترى أن هذا المشروع العملاق لن تستفيد منه، وسينقل الثقل الاقتصادى، وستستفيد منه دول مثل باكستان ومصر، وهناك دول لن تكون مشاركة بالقدر الكافى فى هذه المنافع الاقتصادية، فالأمر يتعلق بالتجارة الدولية ومليارات الدولارات، هنا يمكننا تفسير حالة عدم الاستقرار فى دول مثل جيبوتى والصومال واليمن وظهور تنظيم «داعش» على خطوط التجارة ونقل النفط.
لماذا تعارض الهند تحديداً هذا المشروع رغم أن فوائده تتسع لتشمل دولاً أخرى كثيرة؟
- الهند مستفيدة حالياً من خطوط التجارة الراهنة بينها وبين أوروبا، أو ما يمكن تسميته بطريق الحرير القديم، ونحن حالياً نسعى مع أصدقائنا العرب من أجل المشاركة فى الاستفادة من طرق التجارة الدولية، وهذا المسعى يمكن أن يعيد تشكيل المصالح فى المنطقة، والنظام الجديد سيشمل شركاء قدامى أيضاً مثل قناة السويس والمناطق الاقتصادية المتخصصة التى أنشأتها مصر حولها، وعليه فإن التقدم الاقتصادى والازدهار سيوزع على دول أكثر وسيختلف الوضع الاقتصادي العالمى.
ماريا سلطان
الميلاد: ٢٣ مارس، ١٩٦٥ (العمر 52)
المجال: علوم سياسية
الإقامة: إسلام آباد، باكستان
المدارس الأم: جامعة القائد الأعظم، جامعة برادفورد
..............................
..............................
صحيفة الوطن المصرية