الهند ليست الصين التالية

إنها لازمة مشتركة ما بين شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات، والشركات الناشئة على حد سواء: كان من المفترض أن تكون الهند هي الصين التالية، من حيث نمو الأسواق وتربح الشركات من كثافة الاستثمار، إلا أن من الواضح أن التجربة قد استغرقت وقتا أطول بكثير، مقارنة بما حصل في الصين، لترسيخ مراحل البدايات ناهيك عن التأمل في الانطلاق.

في الهند، الدخل القابل للصرف أقل ويستغرق الوضع وقتا أطول ليزداد، واستخدام الإنترنت أقل انتشارا بشكل أكبر.

علاوة على ذلك، فإن السياسة الاقتصادية في الصين كانت قد منحت الضوء الأخضر بشكل عريض لأولوية التطور التكنولوجي، وسمحت للشركات بالازدهار في الصين، تفتقر الهند إلى هذا التركيز، حيث تستهدف السياسة الصناعية بشكل أكبر- بحسب وضعها الحالي - بناء الصناعة التحويلية.

اعترف كثير من الشركات الناشئة بهزيمته بكل بساطة، مع تعرض ميزانياته العمومية للضغط، بسبب الخصومات الكبيرة ومنافسة الشركات الاستثمارية الأجنبية التي كانت مبذرة في الماضي، وأقل استعدادا لسد تلك الثغرات.

أما الشركات النظيرة الدولية الأكبر حجما فقد اتخذت نهجا مختلفا، بحيث تسعى إلى التغلب على حالات النقص الكبيرة والمحافظ الأصغر حجماً، بعروض مصممة خصيصا لها. لذلك تقدم شركة جوجل، على سبيل المثال، خدمة اليوتيوب بمعزل عن شبكة الإنترنت في الهند، وفي بعض الأسواق المماثلة.

لم تكن تلك الجهود ناجحة دائما، كما اكتشفت شركة فيسبوك عندما حاولت طرح خدمة فري بسيسيكس المجانية المحدودة للهواتف المحمولة عبر الإنترنت - التي يطلق عليها اسم الاستعمار الرقمي – إلا أن الهند رفضت الدعوة، قائلة "إنها قد تشوه إمكانية الوصول المفتوحة".

تم تبني جهوداً مماثلة على الصعيد المحلي. دخلت شركة جيو - وحدة الاتصالات في شركة ريليانس للصناعات - السوق قبل 18 شهرا من خلال حزم مجمعة، بما في ذلك البيانات، مقابل تكلفة أكثر قليلا من تكلفة الحزم الصوتية: حزمة لمدة 28 يوما مع خدمة تنزيل يومية تصل إلى واحد جيجا بايت بتكلفة 149 روبية "2.30 دولار".

في الآونة الأخيرة، أطلقت خدمة ماسنجر هايك واتساب وانابي منصة تسمح للمستخدمين بالدخول إلى الإنترنت لمهام محددة - مثل تحديثات نتائج مباريات الكريكيت - دون دفع اشتراكات إنترنت على الهاتف، على الإطلاق.

وهذا بدوره كان مصدر إلهام مباشر لمناورة اللاعبين من شركات الصين: عبر المضي قدما للعب مع اللاعبين المحليين.


وهكذا بالتالي، حصلت شركة علي بابا على حصة لها في شركة بايتم وغيرها، فيما تولت شركة تنسنت الصينية الأخرى، دعم شركتي هايك ماسنجر وفليبكارت من الهند.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة