128 قتيلاً بتفجير في باكستان واعتقال نواز شريف لدى عودته


عاد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف وابنته مريم إلى باكستان، في تحدٍّ للسلطة بعدما أصدر القضاء أحكاماً غيابية بسجنهما. 

 جريح بالتفجير الذي استهدف تجمعاً انتخابياً في باكستان.. أ ف ب
وبعد فترة قصيرة على وصولهما، اعتقلتهما السلطات الباكستانية. وأفادت وكالة «رويترز بأن رجالاً بزي رسمي رافقوا شريف وابنته من الطائرة عقب هبوطها مباشرة في مدينة لاهور وسط البلاد مساء امس. وذكرت محطة جيو التلفزيونية المحلية أنهما نقلا على متن طائرة اخرى إلى خارج لاهور حيث احتشد فيها أكثر من عشرة آلاف من أنصار نواز شريف.
 وسبقت عودة رئيس الوزراء السابق تفجيرات دموية هزّت البلاد واستهدفت تجمعات انتخابية، وأسفر آخرها أمس عن مقتل 128 شخصاً، بينهم المرشح عن إقليم بلوخستان سراج رئیساني.

وذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أن التنظيم تبنى التفجير الانتحاري.
ونشرت الشرطة حوالي 8 آلاف من عناصرها، وفرضت طوقاً أمنياً في مدينة لاهور، حيث وُضعت حاويات للنقل البحري تُستخدم غالباً لوقف السير خلال التظاهرات، من اجل منع أنصار شريف من التحرك نحو المطار بعدما أعلنوا أنهم سينظمون مسيرة في استقباله، متحدّين حظراً مفروضاً على كل المسيرات العامة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات ستوقف شريف وابنته فور وصولهما إلى المطار، وتنقلهما إلى إسلام آباد على متن مروحية، لمنع أنصارهما من النزول إلى الشارع، علماً أن شهباز شريف، شقيق نواز، أكد أن «مئات من ناشطي» الحزب اعتقلوا أخيراً لمنعهم من المشاركة والإعراب عن دعمهم أخاه. 
نواز شريف... أ ف ب

وكان شريف طلب من أنصاره استقباله وابنته في المطار، وقال في تسجيل مصور يظهر فيه داخل طائرة: «أعرف أنه سيتم اقتيادي مباشرة إلى السجن، لكني أقول للباكستانيين إني فعلت ذلك من أجلكم. امشوا معي، فلنوّحد جهودنا، ولنغيّر مصير البلاد». وأضاف أن «كل العالم يعرف أن حزب الرابطة الإسلامية - نواز مستهدف»، منتقداً «تزويراً صارخاً قبل الانتخابات»، وقال: «سنعود رغم هذه الوحشية، وسنبقى مسالمين تماماً».

وبعودته، يواجه شريف حكماً أصدرته محكمة مكافحة الفساد، وقضى بسجنه 10 سنين، ومصادرة الحكومة الفيديرالية ممتلكاته في منطقة مايفير اللندنية التي اشتراها بـ«أموال ناتجة من فساد»، إضافة إلى حكم بالسجن 7 سنوات على ابنته مريم التي تُعدّ خليفته السياسية، مع منعها من خوض الانتخابات، والسجن سنة لزوجها محمد سافدار، وهو نائب عن حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز»، وأوقف خلال تنظيمه تظاهرة دعم لشريف في مدينة روالبندي في إقليم البنجاب.

كما تشكل عودة شريف وابنته دعماً لحزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز شريف»، قبل انتخابات عامة مرتقبة في 25 الشهر الجاري، تحتدم فيها المنافسة بين الحزب بزعامة شريف، وحزب «حركة الإنصاف» بزعامة المعارض عمران خان.

على صعيد آخر، ذكرت الشرطة الباكستانية أن انتحارياً فجّر نفسه داخل تجمّع انتخابي للمرشح سراج رايساني في جنوب غربي باكستان، ما أدى إلى مقتل 70 وجرح 120، في ثالث هجوم مرتبط بالانتخابات الأسبوع الجاري، والأضخم منذ أكثر من سنة.

وكان أكرم خان دوراني، وهو مرشح تحالف «متحدة مجلس العمل» الذي يضم أحزاباً دينية، نجا من تفجير قنبلة وضعت على دراجة نارية، واستهدفت موكبه في بلدة بانو شمال غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل 4 وجرح حوالى 40، بعد أيام على انفجار تبنته حركة «طالبان» الباكستانية، استهدف تجمعاً انتخابياً لحزب «العوامي الوطني» في مدينة بيشاور الثلثاء، أدى إلى مقتل 22.

ودان عمران خان «بشدة الهجوم الإرهابي على أكرم دوراني وموكبه»، وقال: «يبدو أن هناك مؤامرة لتخريب الانتخابات، لكن الشعب الباكستاني لن يسمح بنجاح أي مخطط يستهداف هذه الانتخابات التاريخية».

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة