"حرب شاملة ثالثة
في كشمير"، عنوان مقال سيرغي ستروكان، في "كوميرسانت"، حول احتدام الوضع
بين الهند وباكستان بعد تفجيرات جامو وكشمير، والموقف الدولي الذي تتلقفه دلهي.
وجاء في المقال: بعد
التفجير الانتحاري للقافلة الهندية في ولاية جامو وكشمير، وقفت الهند وباكستان على
شفا نزاع عسكري.
في دلهي، بينوا بوضوح أن الأزمة تتيح استجلاء حقيقة العلاقات مع القوى
العالمية الكبرى. فردة فعلها على الهجوم
حتى الآن، تبين أن الولايات
المتحدة أكثر مساندة لدلهي، كما أعربت روسيا والصين، وهما شريكتا الهند في بريكس ومنظمة
شنغهاي للتعاون، عن تضامنهما مع شعب الهند.
وعلى الرغم من أن روسيا
والصين، فضلاً عن الولايات المتحدة، أدانت الهجوم الإرهابي في كشمير، إلا أن الاختلاف
الأساسي بين تصريحات هذه الدول كان غياب أي ذكر لباكستان ودورها المحتمل في دعم الإرهاب،
الأمر الذي لا مجال للشك فيه من وجهة نظر دلهي وواشنطن. أما موقف موسكو وبكين فيرجع
إلى مصالحهما الوطنية ورؤيتهما الخاصة للوضع في المنطقة.
فعلى الرغم من تمتع
العلاقات بين روسيا والهند بوضع رسمي رفيع "شراكة استراتيجية متميزة"، فإن
ذلك لا يمنع موسكو من تطوير علاقاتها العسكرية التقنية مع باكستان.
إلا أن تطوير التعاون
الروسي الباكستاني، بما في ذلك في المجال العسكري التقني والتدريبات المشتركة، على
خلفية دعوات دلهي إلى عزل باكستان دوليا، قد يكون محفوفًا بتكاليف جسيمة في العلاقات
مع الهند نحو مزيد من تقاربها مع الولايات المتحدة.
أما بالنسبة للصين،
فباكستان شريك رائد في آسيا وموازن للنفوذ الهندي.
إلى ذلك، فقد بات واضحا،
منذ الاثنين، أن دعوة الهند إلى عزل باكستان لن تتحقق. فقد أبدت السعودية دعما لإسلام
أباد... فخلال زيارته إلى باكستان، وقع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان،
8 اتفاقيات تنص على استثمارات في الاقتصاد الباكستاني بقيمة 20 مليار دولار. وبعدها،
غادر إسلام آباد متوجها إلى دلهي وبكين للتوسط بين الأطراف المتعادية.