هزّت سلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة أركان السلام الهش في باكستان وسط صمت من جانب المجتمع الدولي. ولكن بعض الحكومات ووسائل الإعلام الدولية أصدرت بيانات متعاطفة بعمق، وتعهدت بالتضامن مع الحكومة الباكستانية لمكافحة الإرهاب، في حين اتبعت دول الغرب نهجا أكثر حذرا إزاء قضية الإرهاب في باكستان. ويمكن أن يعزى ذلك إلى بُعد هذه الهجمات عن حياة الغربيين، أو قد يكون ذلك بسبب أن باكستان غالبا ما تُعد هي المسؤولة عن أكثر أزمتها الحالية.
ومع ذلك، ليس هناك من ينكُر أن هذه الهجمات تُمثل أيديولوجية بشعة حصدت حتى الآن الكثير من الأرواح في بلادنا، ولذا ينبغي اقتلاعها من جذورها لإقامة سلام دائم على المدى الطويل في المنطقة. وإذا كانت هذه الهجمات بسبب إخفاقات أمنية أو لأن الجماعات الإرهابية لديها دعم ضمني داخل بلادنا، فإن الضرر الذي تسببه لا يمكن إنكار مآسيه الدامية. يبدو أن الكثير من حلفائنا الدوليين لا يعترفون بخطورة الوضع الأمني الحالي في باكستان، وتأثيره المحتمل أن يُحدِث مزيدا من التدهور. أما الصين فهي البلد الوحيد الذي أبدى عزمه لمساعدتنا، كما هو حالها دائما.
ففي حين أدانت الصين تلك الهجمات، أكدت عزمها على مساعدة باكستان لمنع حدوث مثل الهجمات الإرهابية مرة أخرى. قد يكون موقفها هذا حالة من الدبلوماسية الواقعية التي تتخذها، منذ أن وسّعت مصالحها الاقتصادية في باكستان، حيث إنها لا تستفيد من عدم الاستقرار الذي يهدد مصالحها. ومهما كان السبب، سواء حسن النية أو البصيرة، فلا بد من تقدير دعم الصين في هذا الوقت العصيب.
أصدرت حكومتنا وكذلك جيشنا عدة بيانات مشددة حول ما ينويان القيام به للانتقام من هذه الهجمات، لكنهما لا يمكن أن يعملا بمفردهما لإنهاء مستنقع الإرهاب. ومن المهم أيضا وبنفس القدر ألا يُنظر إلى باكستان على أنها دولة فاشلة وأن تترك للانهيار، بينما يُركز المجتمع الدولي على قضايا أخرى.
يرسم الدعم الدبلوماسي الصيني صورة متعاطفة مع باكستان كبلد يُعاني الإرهاب، وليس كما تدعي بعض دول الغرب أن باكستان مركز للمنظمات الإجرامية والإرهابية. وبالطبع، يُمثل هذا العرض الذي تقدمه الصين لمساعدتنا التزامها مقابل مصالحها في باكستان، وقد يثبت ذلك واقعا مثمرا لبلدنا.
المصدر: صحيفة "إكسبرس تريبيون" الباكستانية