"الهند وإسرائيل" شراكة إستراتيجية.. وتوجهات دموية ضد المسلمين!

بعد اختتام لقاء عمل عقده مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اللقاء وما تخلله من عقد اتفاقات مشتركة مع الهند بـ «اليوم الكبير».

وتوجه نتنياهو لرئيس حكومة الهند والذي أنهي زيارته أمس الجمعة بالقول: «أنت تصنع التاريخ، ونحن نصنع التاريخ معاً». وخلال الزيارة التي روج لها نتنياهو كثيرا تم إبرام سبع اتفاقيات وإعلان نوايا مشترك بين الجانبين. وتابع نتنياهو «إنها لحظة مؤثرة جداً بالنسبة لي سواء من الناحية الشخصية والوطنية والدولية. أشعر بأنه في هذا اليوم بالذات تغيّر الهند وإسرائيل وجه عالمنا، وربما حتى أجزاء معيّنة من العالم كله، فهذا تعاون وفي الحقيقة إنها زيجة صُنعت في النعيم، ولكننا نطبقها هنا على وجه الأرض. لافتا إلى التغيير الجوهري في المياه، الزراعة، الصحة وفي مجالات أخرى ذات تأثير على حياة الإسرائيليين والهنود ورفاههم، وفرص العمل المتاحة أمامهم، وطول عمرهم، وجودة حياتهم. كما قال نتنياهو إن الطرفين قادران على إحداث ثورة في العلاقات بينهما بل في حياة الملايين من الناس. وأضاف «فيما يتعلق بالهند فالحديث يدور عن الملايين من الناس، ولكننا نتكلم عمّا وراء ذلك حتى. إننا نتكلم عن التعاون في دول العالم الثالث وعن العمل المشترك على تحسين مستقبل الشعوب الأفريقية. إن الهند لها حضور هناك، وإسرائيل لديها حضور وتدخل في أفريقيا ونعتقد بأنه من خلال تضافر الجهود في مجالات عديدة تباحثناها وغيرها، نستطيع أيضاً مساعدة الشعوب الأفريقية. فلذا، إنه أمر مؤثر جداً يدل على كيفية اغتنامنا المستقبل».

كما كان متوقعا لجأ نتنياهو للتلويح بـ «الإرهاب» للترويج لبضاعته فقال إن «القوى الإرهابية تشكل تحديات أمامنا. تلك القوى الإرهابية التي تسعى لزعزعة عالمنا ودولتينا والسلام والاستقرار الخاص بحضارتنا المشتركة. لقد اتفقنا على إقامة التعاون في هذا المجال أيضا».

وشملت الاتفاقات الموقعة تعاونا بين إسرائيل وبين الهند في مجالات شتى منها مذكرة تفاهم بين وزارة العلوم والتكنولوجيا الهندية والسلطة الوطنية الإسرائيلية للابتكار التكنولوجي فيما يخص إنشاء صندوق هندي إسرائيلي للابتكار في مجال البحث والتطوير والتكنولوجيا. كما تم توقيع ثلاث اتفاقيات تخص مجال الفضاء منها مذكرة تفاهم فيما بين منظمة البحوث الفضائية الهندية ISRO ووكالة الفضاء الإسرائيلية بشأن التعاون في مجال شحن الأقمار الصناعية الصغيرة، مذكرة تفاهم فيما بين ISRO ووكالة الفضاء الإسرائيلية بخصوص التعاون في مجال الروابط البصرية وخطة لإقامة التعاون بين ISRO ووكالة الفضاء الإسرائيلية في موضوع الساعات الذرية. كما تم توقيع اتفاقية على إعداد خطة عمل لمدة ثلاث سنوات من أجل إقامة التعاون في تطوير الزراعة بين وزارة الزراعة الهندية والوكالة الإسرائيلية للتعاون الدولي التابعة لوزارة الخارجية واتفاقيتان تتعلقان بمجال المياه : وفي مذكرة تفاهم أخرى تم الاتفاق بشأن إصلاح خدمات المياه القطرية في الهند، وأخرى بين وزارة مياه الشرب والصرف الصحي الهندية ووزارة البنى التحتية الوطنية، الطاقة والمياه الإسرائيلية بشأن إطلاق حملة وطنية في موضوع ترشيد استهلاك المياه في الهند. 

يشار أن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبين الهند قد انطلقت غداة توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 على غرار دول آسيوية وإفريقية أخرى دشنت إسرائيل علاقاتها معها بعد أوسلو وسط استغلال لـ «أجواء السلام». يشار أن الطرفين أنجزا صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 1.6 مليار دولار سبقت هذه الزيارة بأسابيع قليلة وشملت صواريخ وذخائر إسرائيلية. 

من جهته عبر مودي أيضا عن انفعاله بهذه الزيارة وسبق وقال بالعبرية «يسرني التواجد هنا»، وإن الشعب في إسرائيل بنى أمة على مبادئ الديمقراطية، وأقام هنا دولة بعمل صعب وسط تقدم مثابر في تحويل التحديات إلى فرص». وأضاف مودي انه «بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والهند فإنهما ترسخان التعاون من أجل توفير الحماية للجمهور ضد «الإرهاب». وبعد الإشارة للجالية الهندية الكبيرة في إسرائيل تابع «أنا أؤمن أن زيارتي تشكل اختراقا جديدا في المسيرة التي نعبرها لصالح شعبينا. توجد بيننا شراكة قوية وراسخة. إسرائيل في مركز اهتماماتي». وفي لفتة شخصية لمضيفه نتنياهو، ذكر مودي بأن يوم الرابع من يوليو، تاريخ زيارته هو اليوم الذي قتل فيه يوني نتنياهو، شقيق رئيس الحكومة، في عملية عينتيبة.

وإلى جانب التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات التجارية بين الهند وإسرائيل، تم توقيع اتفاق للتعاون في مشروع اجتماعي هو الأول من نوعه: إقامة شبكة دولية هدفها تنمية قيادات من كل أنحاء العالم. وكشف أمس أن نتنياهو طلب من مودي معلومات بشأن التقدم في التحقيق في العملية التي استهدفت السفارة الإسرائيلية في العاصمة الهندية دلهي، في عام 2012. 

وفي العملية المشار إليها، والتي توجه فيها إسرائيل أصابع الاتهام إلى حرس الثورة الإيراني، أصيبت زوجة ملحق وزارة الأمن في السفارة الإسرائيلية في الهند. ولم يقدم أحد للمحاكمة في الهند بسبب العملية.

ويلاحظ أن مودي قرر زيارة القدس المحتلة، ولكن ليس رام الله بخلاف بقية زعماء العالم بمثل هذه الحالة. ويلاحظ أن مودي الذي يدوس على الموروث السياسي لقادة الهند التاريخيين أمثال غاندي وجد بنتنياهو حليفا في توجهاته القومية المتطرفة والدموية أحيانا ضد المسلمين في شبه القارة الهندية مما يساهم في تفسير حميمية اللقاء بينهما. ويساهم في اعتبار الطرفين للعلاقة بين الهند وإسرائيل «زيجة صنعت بالنعيم» أيضا مصالح اقتصادية وأمنية مشتركة علاوة على تراجع مكانة العرب وانقسام الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة