اعتقلت السلطات الهندية
أكثر من 160 من قادة المقاومة الكشميرية، معظمهم من «الجماعة الإسلامية»، خلال ليلتين
متعاقبتين من حملات دهم في كشمير المحتلة، كما فرضت قيوداً جديدة على تحركات الأفراد.
وجاءت الحملة الأمنية
بعد تفجير سيارة ملغومة، أسفر عن مقتل عشرات من الشرطة الهندية، وأعلنت جماعة «جيش
محمد» مسؤوليتها عنه. وتبرر الشرطة اعتقال قادة المقاومة بتجنّب اضطرابات قبل الانتخابات
النيابية المرتقبة في مايو المقبل.
وقال ضابط بارز في الشرطة
إن السلطات اعتقلت أمس السبت 60 شخصاً من «الجماعة الإسلامية»، بعدما أوقفت أكثر من
100 الجمعة. وأضاف: «بما أن لدى الجماعة الإسلامية شبكة أوسع نطاقاً في كشمير، وتحشد
لتنظيم احتجاجات مناهضة للهند، يمكن أن يساعد اعتقال هؤلاء في كبح تلك الاحتجاجات قبل
الانتخابات».
كما تنفذ السلطات منذ
الهجوم، اعتقالات تطاول أعضاء «جيش محمد» وأقاربهم والمتعاطفين مع الجماعة.
ودعا قادة المقاومة
إلى إضراب، احتجاجاً على الاعتقالات وعلى الحملة الأمنية. واستجابة لذلك أغلقت متاجر
ومحطات وقود وشركات كثيرة أبوابها وقلّت حركة الأفراد والمركبات في الشوارع. كذلك فرضت
السلطات قيوداً في بعض مناطق مدينة سريناغار، على تحركات الأفراد والمركبات، في ما
اعتبرته «إجراءً احترازياً لتجنّب أي أحداث غير متوقعة».
ولفت القيادي الكشميري
مير واعظ عمر فاروق، رئيس «مؤتمر حريات» في المنطقة، إلى أن الاعتقالات التعسفية وسجن
قياديين وناشطين وشبان بسبب معتقداتهم السياسية، يحدث في كشمير منذ 30 سنة. واستدرك
أن «ترهيب الناشطين والقياديين لن يمنعهم عن التمسك بمسارهم، كما لن يجعل الناس تكفّ
عن المطالبة بحلّ نزاع كشمير من خلال حق تقرير المصير».
وبين المعتقلين زعيم
«الجماعة الإسلامية» عبد الحميد فياض، وياسين مالك زعيم «جبهة تحرير جامو وكشمير» التي
تسعى إلى الاستقلال عن الهند وباكستان.
وبعد تصاعد التوتر بين
نيودلهي وإسلام آباد إثر هجوم كشمير، ألغت الهند امتيازات تجارية لباكستان، وتستعد
لإرسال 10 آلاف جندي إضافي إلى الإقليم المتنازع عليه.
وتعهد رئيس الوزراء
ناريندرا مودي رداً قوياً على التفجير، قائلاً: «أثار الهجوم قلقاً وألماً، وشاطرنا
في هذه المشاعر أناس من أنحاء العالم وكل مَن يؤمن بالإنسانية». وشدد على أن قرار القضاء
على الإرهاب يتطلّب أن ينحّي الهنود خلافاتهم، وتابع: «خلال 100 ساعة بعد وقوع الهجوم،
ردّ عليهم جنودنا في شكل لائق». وزاد أن الجيش تعهد القضاء على "المتشددين"
وداعميهم.