ضمن خطتها التنموية الإنسانية التي تقودها في مناطق تدخلها حول العالم، قدّمت قطر الخيرية دورات في علم الحاسوب واللغات للأيتام المكفولين لديها في باكستان، استفاد منها 200 يتيم ويتيمة في مناطق مختلفة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، كانت حافلة بالإصرار والتحدي، وأعطت نتائج إيجابية للأطفال الذين تفاعلوا مع برنامج الدورة المتنوع.
وتهدف قطر الخيرية من وراء هذه الدورات إلى تطوير قدرات الأيتام واليتيمات المكفولين، واستثمار مواهبهم وتنميتها لصالح مستقبلهم، ومستقبل بلدهم الذي سيكونون عونا له في مجال التنمية، سواء عن طريق عقد برامج، أو تنظيم رحلات استطلاعية، أو تنظيم مسابقات تعليمية وترفيهية.
وللوصول إلى هذه الأهداف قام مكتب قطر الخيرية بباكستان باختيار 6 مدرسين لتعليم اللغات، ومدربين على الحاسوب لتقديم دورات استمرت 3 أشهر بداية من 1 سبتمبر حتى 30 نوفمبر 2016.
وتم اختيار الأيتام واليتيمات من مركزين لإيواء الأيتام هما: مركز "شيركره" للأيتام بمنطقة "خوشاب بإقليم "البنجاب" حيث اختار المكتب عدد 60 يتيما، و40 يتيمة من المكفولين لدى قطر الخيرية، تتفاوت أعمارهم ما بين 8 الى 16 عاما ليستفيدوا من الدورات، كما استفاد أيتام مركز "برورش" بمنطقة "سوات" إقليم "خيبربختون خواه" حيث بلغ عدد المتدربين 84 يتيما و16 يتيمة من المكفولين لدى قطر الخيرية، تتفاوت أعمارهم ما بين 9 الى 14 عاما.
خطة تنموية
وفي هذا السياق قال المهندس خالد عبد الله اليافعي مدير إدارة العمليات بقطر الخيرية إن قطر الخيرية تعتمد - منذ سنوات طويلة- خطة تنموية تصاحب مشاريعها الإنسانية في المناطق التي تتدخل فيها، إيمانا منها بأهمية التنمية، وتطوير قدرات الإنسان، خصوصا الأيتام المكفولين لديها، والذين تقوم بتنمية مهاراتهم واستثمار مواهبهم بما يعود عليهم بالنفع في المستقبل، ولتساهم في تأهيلهم لسوق العمل في بلدانهم ليشاركوا في تنميتها، من هذا المنطق جاءت هذه الدورات التي قدمناها للأيتام المكفولين لدينا في باكستان.
وأضاف أن الدورات تضمنت تعليم اللغة العربية، والانجليزية استماعاً وتحدثاً، وقراءة وكتابة، مشيرا إلى أن البرنامج استغرق ثلاثة أشهر - بمعدل ثلاث ساعات يوميا، و اشتمل على عدد من المحاور منها: تدريس اللغتين العربية و الإنجليزية وفق مناهج مخصصة مع مراعاة تفاوت الأعمار، وإعطاء كل فئة عمرية ما يتناسب مع قدرتها وملكتها من الدروس وورش التدريب، وفق طرق تدريس اللغات الحديثة باستخدام الخرائط واللوحات التوضيحية لشرح المفردات، والتدريب على المحادثات باللغتين بين المتدربين.
ولفت إلى أن التدريب على الحاسوب تم من خلال تدريب الطلاب والطالبات على كيفية التعامل معه، عن طريق استخدام لوحات جدارية من الحاسوب بواسطة الكاشف الضوئي، والتأكد من مستوى الاستيعاب باستخدام التسجيل والسبورة، وإجراء امتحانات شهرية، قبل الاختبار النهائي.
نتائج مبهرة
وأوضح أن النتائج التي تحققت فاقت التوقعات، حيث اجتاز 200 يتيم ويتيمة الدورات الثلاث بنجاح، وهو ما مكننا من تنمية وتطوير قدرات 200 يتيم ويتيمة، ونأمل أن تساهم هذه الدورة في تسهيل التعرف على اللغة العربية التي ستساعدهم في فهم معاني القرآن الكريم، كما نأمل أن يمكنهم تعلم اللغة الإنجليزية من الاطلاع على الكثير من برامج الحاسوب والمعارف الإنسانية التي كتبت بهذه اللغة.