الهروب من ظل السد الجنوبي

       إن علاقة الهند المعلنة بباكستان وعلاقتها الطفيلية ببنجلاديش, تلقي بظلالها الممتدة على العلاقات المتوترة للبلد بجيران المنطقة الأخرون. وعلى أية حال فإن كان عليك أن تلتقط إحدى مجلات السياسة الخارجية الغربية فإن تلك النقطة سوف تظهر بجلاء.

إن ما يتعلق بتأسيس الهند يصل إلى مؤسسات الفكر والرأي وخبراء جنوب أسيا كلاهما مزعج و مثير للإعجاب. فبتقليد السعوديين فإن الهند أيضًا كانت ولا تزال تقوم برشوة الأكاديميات الغربية لكي تغض الطرف كلما أتى الأمر الى حقيقة الدين و كيف تبدو الهند في عيون جيرانها. في مقال حال تم نشرة في مجلة السياسة الخارجية بعنوان "الهروب من ظل باكستان" فإن انعدام الدقة المتعلق بالدين والصورة المتعمدة لباكستان كشيطان في صورة تي-ريكس بجنوب أسيا, لهو أمر مثير للشفقة. إن كاتب هذا المقال قد صنع تأكيدات غير صحيحة لقضايا مسجلة تاريخيًا, الأمر الذي يدفع المرء ليسأل عما كانت تفعله إدارة تحرير المجلة حينها. فهل تلك هي معايير فحص الحقائق التي تستخدمها المجلة؟

بتلك المقالة تجد المغرض سيث أولد ميكسون, يحاول أن يروج إلى -وهو في نهاية الأمر مستشار لشخصية عامة- فكرة أن التهديد الأعظم للديمقراطية المتعددة -وهو مبدأ أمريكي- هو باكستان. وهذا بسبب تأسيسها الأمني وعمله من أجل مصالح شعبه, فإنها لا تهتم أي شعب سيتم زعزعة إستقراره. اهتمام لا يصدق باعتباره مواطن أمريكي يشكل نموذجًا للإمتياز الحسن و الرأسمالية في أفضل حالاتها.

كما نجد في المقالة العدائية اقتباس الـ"برقية الدم", وتضليل القارئ عما يقوله المحتوى فعلًا. و إن تحريف الرواية لكي تلائم العميل, قد أوجب أن يدعي أن هناك برقية قد أرسلت بواسطة أرتشر بلود أكد فيها أن ما يهام في شرق باكستان كانت سببًا للأحداث التي تمت بواسطة جيش غرب باكستان.

عندما نأتي للحديث عن ما يجري من إغتصاب امرأة وأطفال, فإن محب الحرية أولد ميكسون يخلط الحقيقة مرة أخرى. فلم يتم ذكر جريمة الإغتصاب التي تتم بأعداد لا حصر لها لنساء بيهاري وأطفالهم بواسطة موكتي باني- مرة أخري حقيقة تاريخية و التي تم توثيقها في فيلم وفي تقارير للصحفيين لتغطي تلك الفترة الزمنية- فكيف أن لمؤسس منظمة حرية جنوب أسيا, عندما يكتب عن الأعمال الوحشية المقترفة خلال الحرب الأهلية بباكستان, أن ينسى أن يذكر عملية الطعن بالحربة لأحد غير البنغاليين حتى الموت بواسطة موكتي باني أمام هتافات حشود من شرق باكستان؟ هل لن يتناول الحقيقة بأن رئيس وزراء الهند الحالي اعترف بكل فخر وعلانية بالدور الذي تقوم به القوات الهندية السرية في خلق الوحوش التي كانت هي موكتي باني؟

أما عندما يأتي الحديث عن الـ ICT (تكنلوجيا المعلومات والإتصالات), فكيف للسيد أولد ميكسون أن ينسى ذكر إنها كانت مدانة بواسطة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي بعدم الشفافية وعدم السماح بإجراءات التقاضي؟ فهل هذا هو تعدد ديمقراطي, أم حركات دفاعية حقيقية قد أعلنت عالميًا بواسطة المجتمع العالمي, كجرائم قضائية بدوافع سياسية تم اقترافها بواسطة حكومة حسينة واجد؟ وفي عرض مذهل لذلك الغباء- فإن الكاتب لتلك القطعة برعاية الكتلة الجنوبية- بالفعل يحاول تبرير أن البنغالي الذين كانوا آنذاك باكستانيين وحاربوا من أجل الأرض التي كانت وقتها باكستان, لم يكونوا يقاتلون من أجل قضية مشروعة؟ وبمثل هذا المنطق فإن الولايات المتحدة الجنوبية والمنحدرة من كل الذين عارضوا هذا الإتحاد أيضًا مجرمين ويمكن محاكماتهم.

إن الحقيقة البسيطة هي أن باكستان حاولت وبحسن نية أن تضع الأحداث التي مزقت الشعب في حيز الماضي سائرة على خطا ألمانيا وفرنسا أو لمسألة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة, باكستان أيضًا كانت ولا تزال تعمل تجاه الذين يريدون السلام مع بنجلاديش. على أي حال فإنه الأوان لكي تخرج بنجلاديش من ظلال الهند وتتصرف على نحو لائق بدولة ذات سيادة. قد أن الأوان وحان الوقت لحكومة حسينة واجد لأن تزرع علاقات بصورة مستقلة مع كل جيرانها الإقليميين بما فيهم باكستان. وهذا بدلًا من أن يتم دفع المال لمستشار شخصية عامة لكي يكتب مقالات دنيئة تضرب باكستان بعنف, كما هو الأوان لبنجلاديش والمجتمع العالمي الذي سأل أسأله حرجة بخصوص RAW فرع البحث والتحليل, الذي رعى الإرهاب والتدخل في شعوب منظمة جنوب أسيا للتعاون الإقليمي SAARC.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
:>)
(o)
:p
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
cheer